أولاً: أيات الرحمة في سورة النساء
- الأية (29)
من رحمة الله تعالي علي عباده المؤمنين انه انزل القران بأوامره ونواهيه لإسعاد العباد في الدنيا والآخره ، وانهاهم عن قتل النفس وأكل المال الحرام ونهاهم ايضا عن الظلم والقسوة ليجعل بين الناس الموده والرحمة ،فهذه الأية تدعو إلى صيانة المال والنفس معًا، فالنهي عن أكل الأموال بالباطل رحمةٌ تحفظ المجتمع من الظلم والفساد، والنهي عن قتل النفس رحمةٌ تصون الحياة من الهلاك والاعتداء وهكذا يظهر أن التشريع الإلهي ليس مجرد أوامر ونواهٍ صارمة، بل هو مظهر من مظاهر لطف الله بعباده، إذ لا يتركهم ليقعوا في الظلم أو الهلاك. كما أن الجمع بين حفظ المال والنفس في آية واحدة يدل على أن الحياة الكريمة التي أرادها الله لعباده تقوم على العدل والأمان المادي والمعنوي، وفي ختام الآية قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» تذكير بأن هذه الأحكام ما جاءت إلا من رحمته الواسعة ورعايته الدائمة لعباده.
- الأية (83 )
"وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا"
من رحمة الله علي عباده المؤمنين أن أنعم الله عليهم بالعصمة والأمن وعدم الانزلاق وراء وساوس الشيطان والاشاعات والتحقق من الاخبار قبل نشرها وذلك بقوة الايمان والهدايه والتعقل،وتوضح الآية الكريمة ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ أن الرحمة الإلهية المقصودة هنا هي عناية الله بعباده المؤمنين، بما وهبهم من هداية وتوفيق وثبات على طريق الحق، فهي حماية ربانية تصون الإنسان من الانحراف واتباع الشيطان. فلو لم يتفضل الله عليهم برحمته، لضل أكثر الناس في الفتن ولانجرفوا خلف الأهواء والشائعات، ولكن رحمته وسعتهم فحفظت قلوبهم بالإيمان والعقل والبصيرة. - الأية (96)
من رحمة الله علي عباده المؤمنين المجاهدين أن شملهم بالمغفرة لذنوبهم والرحمة الواسعة لهم في الدنيا والآخره لأنهم جاهدو بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله،وتُظهر عظمة الرحمة الإلهية التي يمنّ الله بها على عباده المجاهدين والصالحين. فالمقصود بـ«درجاتٍ منه» رفعة المكانة والمنزلة عند الله في الجنة، جزاءً على إخلاصهم وأعمالهم الصالحة، ثم تأتي «المغفرة» لتدل على عفو الله عن ذنوبهم، و«الرحمة» لتشير إلى النعيم الدائم والسكينة التي يغمرهم بها في الدنيا والآخرة. وتجمع الآية بين العدل الإلهي والفضل الرباني، إذ لا يقتصر الجزاء على الثواب المادي أو المقام الرفيع، بل يشمل أيضًا الرحمة التي تتجاوز ما يستحقه العبد بعمله، فهي عطية من الله الغفور الرحيم الذي يغفر الذنوب ويتفضل بالرحمة على عباده المخلصين، فينعمون برضاه وكرمه إلى الأبد.
- الأية (113)
من رحمة الله تعالي علي نبيه محمد (صل الله عليه وسلم) أن حفظه ورعاه بعنايته ورحمته عندما حاول المنافقون تضليل النبي بإلصاق سرقة الدرع لرجل يهودي بريئ وان الذي سرقه هو رجل من الانصار وهو درع لجار له ،فمنعه برحمته من الوقوع في ما أراده المنافقون من تضليل أو خداع. وأن الفضل هو الحفظ والعصمة من كيدهم، والرحمة هي توفيقه لمعرفة الحق، وأن الله أكرمه بالعلم والكتاب والحكمة ليقيم العدل، وعلّمه ما لم يكن يعلم من أمور الدين والشرع. والرحمة هنا تشمل حماية النبي ﷺ وتعليمه العلم الإلهي الذي يهدي به الناس. ومن ثمّ فإن الرحمة في هذه الآية تتجلى في رعاية الله لنبيه، وتعليمه، وحفظه من الخطأ، وهي رحمة عظيمة تبرز مكانة النبي عند ربه وعمق عناية الله به.
- الأية (175)
من رحمة الله تعالي علي عباده المؤمنين أن الذين أمنو منهم واعتصمو بالله وصدقو بالله ورسوله سيدخلهم الله في رحمته وهي الجنة والنعيم الزائد الذي يتفضل بيعه علي عباده المؤمنين،وأن المقصود بالاعتصام بالله هو التمسك بدينه والاعتماد عليه في كل أمر، فيجازيهم الله بدخولهم في رحمته الكبرى وهي الجنة، ويزيدهم من فضله بالنظر إلى وجهه الكريم، وأن الرحمة هنا تشمل المغفرة والأمان والهداية، بينما الفضل هو النعيم الزائد عن استحقاقهم،وأن الله يجمع لهم بين الرحمة الدائمة والفضل الواسع والهداية المستقيمة في الدنيا والآخرة. وبذلك يظهر أن رحمة الله في هذه الآية ليست مجرد مغفرة، بل هي عطاء شامل يجمع بين الأمن الروحي، والنعيم الأبدي، والهداية إلى الطريق المستقيم الذي يوصل إلى رضاه وجنته.
ثانياً:ايات الرحمة في سورة الانعام
- الأية (12)
من رحمة الله تعالي علي عباده المؤمنين انه سبحانه وتعالي اوجب علي ذاته الرحمه تفضلا وتكرما علي خلقه وأنه ذو رحمة بعباده لا يعاقبهم ولا يعذبهم الا بعد قيام الحجه عليهم، ومعنى "كتب على نفسه الرحمة" أي أوجبها على ذاته العليّة تفضّلًا منه، لا وجوبًا عليه، وهذا يدل على أن رحمته سبقت غضبه، وأنه لا يعاجل خلقه بالعقوبة رغم معاصيهم، بل يمهلهم ويفتح لهم باب التوبة، وأن الرحمة هنا تشمل كل المخلوقات، في الدنيا رزقًا وعافية، وفي الآخرة نجاةً ومغفرةً للمؤمنين،واقتران الرحمة بالحديث عن يوم القيامة فيه تطمين للمؤمنين بأن رحمة الله لن تفارقهم في ذلك اليوم العظيم، فهي وعدٌ صادقٌ من ربٍّ كتب على نفسه الرحمة،وهكذا تؤكد الآية أن أصل العلاقة بين الله وخلقه هو الرحمة، وأنها شاملة في الدنيا والآخرة، تُظهر لطف الله وعدله، وتدعونا إلى الإيمان به والرجوع إليه قبل يوم الحساب.
- الأية (16)
من رحمة الله علي عباده انه من صرف عنه العذاب ونجاه الله من النار فقد رحمه لأن النجاة من النار من اعظم مظاهر الرحمة ويدخله النعيم المقيم في الجنه،أن من يُصرف عنه العذاب في ذلك اليوم العظيم فقد نال أعظم رحمة من الله، إذ نجى من النار وأُدخل الجنة، ولا رحمة أعظم من النجاة من سخط الله،وأن صرف العذاب عن المؤمن هو نتيجة لإيمان العبد وعمله الصالح، وأن الله برحمته يجزي عباده المؤمنين بأن يقيهم أهوال الموقف وعذاب النار،والفوز المبين هو الفوز الحقيقي الذي لا يوازيه نعيم دنيوي، لأنه فوز برحمة الله وخلود في رضاه وجناته،فالآية تبرز أن النجاة من عذاب الله هي أعظم مظاهر رحمته بعباده المؤمنين، وأن الفوز الحقيقي هو أن يُصرف عن الإنسان سخط الله فينال رحمته الواسعة ورضوانه الأبدي.
- الأية(54)
"وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءٗا بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ"
من رحمة الله تعالي علي عباده المؤمنين الضعفاء ان الله تعالي أوجب علي نفسه الرحمة تفضلا وتكرما ورفقا بعباده المؤمنين الضعفاء وواعدهم بالمغفره لكل من اذنب بجهالة ،هذه الآية نزلت رحمةً من الله بالمؤمنين الذين أذنبوا ثم جاؤوا إلى النبي ﷺ معترفين بذنوبهم خائفين من عذاب الله، فأنزل الله هذه الآية تطمينًا لهم بأن رحمته سبقت غضبه، وأنه يقبل التوبة ممن أخطأ بجهالة ثم تاب وأصلح ،قوله: "كتب ربكم على نفسه الرحمة" أي أوجب على ذاته الكريمة أن يرحم عباده التائبين، فلا يردّ من رجع إليه نادمًا، أن الخطاب الإلهي للنبي ﷺ بالأمر أن يقول لهم "سلام عليكم" فيه تكريم للمؤمنين، وإشارة إلى أن السلام والأمان هما من ثمار رحمة الله، فهي إعلان رباني بأن باب الرحمة مفتوح مهما عظمت الذنوب، ما دام العبد تاب توبة صادقة وأصلح عمله،وأن الرحمة الإلهية أساس التعامل بين الله وعباده المؤمنين، وأنها تشمل حتى المذنبين إذا عادوا إليه بتوبة صادقة، لتكون رسالة رجاء وأمل لكل من أخطأ ثم أناب إلى الله الرحيم الغفور.
- الأية (133)
من رحمة الله تعالي علي عباده المؤمنين انه يغفر لهم ذنوبهم ويتوب عليهم وأنه سبحانه وتعالي غني عنهم لا يحتاج الي احد منهم ولا لطاعتهم ولا يضره كفرهم، إن الله تعالى يبيّن أنه غنيّ عن خلقه، لا تنفعه طاعتهم ولا تضره معصيتهم، ومع ذلك فإنه ذو رحمةٍ عظيمةٍ يُمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة، بل يفتح لهم باب التوبة والرجوع إليه، فغناه لا يمنعه من رحمته، بل رحمته تفيض رغم غناه المطلق وقوله "ذو الرحمة" بأنه سبحانه صاحب الرحمة الشاملة، يرزق ويعافي ويمهل العصاة مع قدرته على أن يُفنيهم ويأتي بغيرهم، جاء الغنى مقرونًا بالرحمة يدل على كمال صفاته تعالى، فهو مع غناه عن الخلق لا يتركهم دون لطفه، بل يفيض عليهم رحماته في الدنيا بالرزق والهداية، وفي الآخرة بالمغفرة والنجاة،فهذه الآية تجمع بين صفة الغنى المطلق والرحمة الواسعة، لتذكّر الإنسان أن بقاءه في الوجود واستمراره في النعم ليس لقوّته أو استحقاقه، بل هو محض فضلٍ ورحمةٍ من الله تعالى الذي لو شاء لأبدله بغيره، ولكنه برحمته يُبقيه ويهديه ويمنحه الفرص ليتوب ويصلح.
- الاية (147)
"فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ"
من رحمة الله تعالي علي نبيه محمد ص أن الله سبحانه وتعالي ذو فضل واسع وإحسان كبير عليه وعلي المؤمنين وذو رحمة واسعة فلا تحزن من المشركين الذين يكذبوك ف ربك شديد العقاب،وأن يُذكّر المكذبين بأن الله ذو رحمةٍ واسعةٍ، يشمل برحمته المؤمن والكافر في الدنيا؛ يرزقهم ويمنحهم الأمن ويؤخر عنهم العقوبة، وقوله "ذو رحمةٍ واسعةٍ" بأنه رحيم بخلقه كلهم،فالرحمة العامة وسعت رحمته المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر، في الرزق والعافية ، لكن رحمته الخاصة بالمغفرة والهداية إنما تكون للمؤمنين، أما قوله "ولا يُرد بأسه عن القوم المجرمين" فمعناه أن عذابه إذا نزل بالمجرمين لا يمكن دفعه عنهم، فهو عدلٌ بعد إنذارٍ ورحمةٍ أُعطيت لهم فلم يستجيبوا.- الأية (154)
"ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ"
من رحمة الله تعالي علي نبي الله موسي عليه السلام بأن اعطاه التوراة فيها تمام النعمة بكل ما ينفع عباده في الدنيا والآخره وجعله هدي ورحمة ليؤمنو بلقاء الله واليوم الاخر وتلين قلوبهم الي ذكر الله، أن وصف الكتاب بـ"هدًى ورحمة" يدل على أن الرحمة هنا، تتمثل في الهداية إلى الحق والبعد عن الضلال، فالله يرحم عباده بأن يهديهم إلى الطريق المستقيم. وأن هذه الرحمة تتجلى في رسالات الله وهدايته فهي السبيل إلى السعادة في الدنيا والآخرة، إذ بدون هداية الله يضيع الإنسان في ظلمات الجهل والضلال.
من رحمة الله تعالي علي نبي الله موسي عليه السلام بأن اعطاه التوراة فيها تمام النعمة بكل ما ينفع عباده في الدنيا والآخره وجعله هدي ورحمة ليؤمنو بلقاء الله واليوم الاخر وتلين قلوبهم الي ذكر الله، أن وصف الكتاب بـ"هدًى ورحمة" يدل على أن الرحمة هنا، تتمثل في الهداية إلى الحق والبعد عن الضلال، فالله يرحم عباده بأن يهديهم إلى الطريق المستقيم. وأن هذه الرحمة تتجلى في رسالات الله وهدايته فهي السبيل إلى السعادة في الدنيا والآخرة، إذ بدون هداية الله يضيع الإنسان في ظلمات الجهل والضلال.
- الأية (157)
"أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوٓءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ"
من رحمة الله تعالي علي عباده المؤمنين أن انزل القرآن الكريم علي نبيه محمد ص رحمة ومغفرة للمؤمنين وان لا يكون هناك عذرا للمشركين بل جعله الله حجة عليه،وتُبيّن هذه الآية العظيمة رحمة الله تعالى بعباده حين أرسل إليهم القرآن الكريم، الذي هو البينة والهدى والرحمة، ليقطع عنهم كل عذر وليقيم عليهم الحجة الواضحة بعد أن كانوا يقولون: لو أنزل علينا كتاب كما أُنزل على الأمم السابقة لاهتدينا أكثر منهم، أن الله تعالى يُخاطب المشركين الذين احتجّوا بأنه لو أُنزل عليهم كتاب من السماء لكانوا أهدى من بني إسرائيل، فبيّن سبحانه أنه قد أنزل عليهم القرآن، كتابًا جامعًا للبيان والهداية والرحمة، ومع ذلك كذبوا به وأعرضوا عنه. فبعد قيام الحجة، لا يبقى لهم عذر، ويستحقون العذاب على صدّهم عن الحق
من رحمة الله تعالي علي عباده المؤمنين أن انزل القرآن الكريم علي نبيه محمد ص رحمة ومغفرة للمؤمنين وان لا يكون هناك عذرا للمشركين بل جعله الله حجة عليه،وتُبيّن هذه الآية العظيمة رحمة الله تعالى بعباده حين أرسل إليهم القرآن الكريم، الذي هو البينة والهدى والرحمة، ليقطع عنهم كل عذر وليقيم عليهم الحجة الواضحة بعد أن كانوا يقولون: لو أنزل علينا كتاب كما أُنزل على الأمم السابقة لاهتدينا أكثر منهم، أن الله تعالى يُخاطب المشركين الذين احتجّوا بأنه لو أُنزل عليهم كتاب من السماء لكانوا أهدى من بني إسرائيل، فبيّن سبحانه أنه قد أنزل عليهم القرآن، كتابًا جامعًا للبيان والهداية والرحمة، ومع ذلك كذبوا به وأعرضوا عنه. فبعد قيام الحجة، لا يبقى لهم عذر، ويستحقون العذاب على صدّهم عن الحق


إرسال تعليق